شهد مركز طب الإدمان بمدينة تطوان، قبل أيام، حالة من الاستنفار الأمني بعد إقدام أحد المرضى الخاضعين للعلاج على محاولة وضع حد لحياته بالقفز من أعلى المبنى.
محاولة الانتحار هذه لم تكن سوى بسبب غياب دواء "الميثادون"، الذي يعد عنصرا أساسيا في بروتوكول العلاج داخل المركز.
ولحسن الحظ، تمكنت السلطات المختصة من إقناع المريض بالتراجع عن قراره، وتمت السيطرة على الوضع دون تسجيل أي إصابات، رغم أن الاحتجاج على نقص العقار بقي مستمرا من طرف الخاضعين للعلاج بالمركز.
هي حكاية تلخص تماماً ما يسببه، وسيسببه، غياب أو ندرة عقار "الميثادون" حاليا في المغرب.
تساؤل في البرلمان
وجهت فاطمة التامني، برلمانية فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالا إلى وزير الصحة، مؤخرا، حول نفاد مخزون "الميثادون" المستخدم في علاج الإدمان، وتأثير هذا النقص على صحة المرضى، خصوصاً في ظل غياب بدائل دوائية.
وطالبت البرلمانية الوزارة بتوضيح الإجراءات المتخذة لضمان استمرارية توفير هذا الدواء، مع تدابير استباقية لتجنب هذه الأزمة مستقبلاً.
كما تساءلت التامني "كيف ستتعامل الوزارة مع التداعيات النفسية والصحية والاجتماعية لهذا الانقطاع، خصوصا في ظل غياب بدائل دوائية متاحة في المراكز المتخصصة؟".
كما نبهت البرلمانية إلى خطورة انقطاعه على صحة المرضى، وارتفاع احتمالية الانتكاس، وزيادة معدلات العدوى بالأمراض المنقولة.
جمعيات تحذر
بخصوص هذا الخصاص، أصدرت عدة جمعيات بياناً حول نفاد مخزون "دواء الميثادون"، محذرة من أن توقف توفير هذا العلاج سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتكاس، وزيادة حالات الانسحاب، والتأثير سلبًا على الإدماج الاجتماعي والمهني للمرضى.
كما دعت الجمعيات الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة لإعادة توفير المخزون، واحترام حقوق المرضى، وإيجاد حلول بديلة، وتعزيز إدارة المخزون، وإشراك المجتمع المدني.
أهمية الميثادون
يساعد عقار الميثادون على تخفيف أعراض الانسحاب المؤلمة التي يعاني منها المدمن عند التوقف عن تعاطي المخدرات، كما يقلل الرغبة في التعاطي، مما يساعد المدمن على البقاء بعيدًا عن المخدرات.
كما يقلل الميثادون من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد، من خلال التقليل من مشاركة الإبر الملوثة.
ويساعد الميثادون، أيضا، في تحسين الصحة العامة للمدمنين من خلال تقليل الآثار السلبية لتعاطي المخدرات على الجسم.